الخميس، 17 مايو 2012

الغراب الأبيض


على مر الزمن حمل الناس الكثير من الكراهية للغربان، فكان الغراب تارةً رمزاً للمصائب والحظ السيئ وتارةً أخرى إلهاً للحرب والدمار، ربما لصوته المزعج أو لكونه يقتات الأشياء الميتة أو للونه الأسود القاتم!

على غير العادة في يوم من الأيام فقس أحد الغربان بلون غير الأسود، كان أبيضاً، أبيضاً بياضاً ناصعاً! كبر الغرب ورأى ما يحمله البشر من كراهية تجاه بني جنسه، اعتقد هذا الغراب أن الأمور ستتغير وستبدا الناس تحب الغربان! لكن للأسف هذا لم يحدث قط!

فلا الناس أحبته فهو مازال غراباً، ولا استطاع العيش مع بقية عشيرته فهو أمهق غريباً عن سائر الغربان! حتى الغراب الأبيض سيشعر بالغربة بسبب لونه بالرغم من أنه لطالما تذمر من اللون الأسود واعتقد أنه السبب في كراهية الناس للغربان!

وقف الغراب الأبيض بقية حياته وحيداً على جزع شجرة قديم ينتظر أن يجد غرباً آخراً مثله ... وبدا أنه سينتظر طويلاً.

-----------


على الهامش
خاطرة كتبتها عندما رأيت بعض الغربان وتذكرت وقتها الغراب الأمهق، وحاولت تخيل كيف سيكون الموقف إذا كان وسطهم.
شخصياً لا أكره الغربان لا للونها ولا لصوتها (صوت غراب أو اثنين ليس مشكلة لكن إذا كان هناك خمسة أو ستة غربان تنعق في نفس الوقت يصبح الأمر أشبه بمناحة في جنازة!) بل على العكس اجدها كائنات ظريفة خصوصاً غراب البيوت ذو اللونين وذكية فعلاً ومفيدة أيضاً للبيئة!
على جانب آخر، اللون الأبيض الفاقع أو "المهق" سببه خلل في الصبغة الوراثية، ويحدث هذا في الإنسان أو الحيوان على حد سواء لهذا قد تجد أي كائن بهذا الشكل، ويوجد العديد من الحالات الأخرى المماثلة، وقد رأيت من قبل ثعباناً أمهقاً ضخماً في حديقة الحيوان بالجيزة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق